GuidePedia

0



لماذا لا يتم تحقق الخشوع في الصلاة؟


للعقل الباطن كلمة الفصل في هذا الأمر.


حين يبتدئ شخص في قيادة السيارة .. فإنه يصب كامل تركيزه على كل التفاصيل

التي تعلمها في مدرسة تعليم القيادة ..

________


بعد مدة .. تصبح التفاصيل التي يحتاج التركيز عليها .. أقل .. و مع مرور الزمن .. يصبح تركيزه أقل فأقل حتى يصل إلى مرحلة المهارة .. ثم الاحتراف إن شاء.

________


كذلك هي الصلاة .. تعتمد صلاة المسلمين بالذات على حركات بدنية معينة

و في أثنائها يتلو المسلم الآيات و الأدعية المخصصة ..


سيكون على تركيز و وعي كامل بما يفعله في عامه الأول .. مثلا


و إن استمر .. سيصبح آداء الصلاة عنده مهارة سهلة جدا

تم حفظ حركاتها في عقله الباطن

و صار جسده يتحرك بموجب تلك المعلومات المحفوظة.

______


لذلك أخي المتدين لا تصدق رجل الدين الذي يحذرك من أن تحول عبادتك إلى عادة

القرار هنا ليس بيدك .. و ليس بيده بالتأكيد.


إنه أنت ..

الإنسان ..

و ما يحتويه جسدك المذهل على ذلك الصندوق الفارغ الذي لا مقياس و لا حدود له ..

يدعى بالعقل الباطن

أو العقل اللاواعي.


لذلك يا عزيزي لا تقلق بشأن الخشوع في صلاتك .. فأنت لن تحصل عليه ما حييت تصلي ..


لأن جسدك و عقلك الواعي .. يتلقيان الأوامر من عقلك الباطن الذي برمج و حول المعلومات الواصلة إليه

إلى سلوكيات تلقائية تصدر عنك من دون التركيز عليها.

_______


إذن لا عليك ..

إياك أن تشعر أنك مقصر في حق إلهك.

إلهك من المفترض ألا يأمرك بتأدية طقس يعلم تماما أنه سيتحول إلى عادة عابرة رغما عنك

بناء على أنه هو من خلقك .. أليس كذلك؟

_______


طيب ..


نأتي الآن إلى أضرار التركيز في فكرة محدودة المحتوى لمدة طويلة من الزمن.


تخيل أنك منذ الصف الثالث الابتدائي .. و أنت لم تدرس سوى جدول الضرب خمسة !!


فقط ..


في كل عام دراسي .. تبدأ من جدول الضرب واحد .. و ينتهي بك منهج الرياضيات

قسم الحساب في آخر العام بجدول الضرب خمسة ..


هكذا حتى وصلت إلى آخر عام في المرحلة الجامعية.

________


كيف تعتقد سيكون حال دماغك و قدرتك على التركيز و الاكتشاف ؟

كيف سيكون حال شخصيتك و حضورك و مواجهة الناس و الحياة؟


بدون شك .. و بدون حتى بحث علمي .. سوف تكون ضئيلة جدا

و لن نخرج فقط بالجهل كنتيجة حتمية ..


بل سنخرج بفكر ضيق الأفق .. إدراك سطحي للكثير من الأشياء

تيه جزئي في عملية التخطيط للمستقبل .. أكان قريبا أم بعيدا ..


و الأخطر من كل هذا .. عدم وجود هدف في حياتك .


عدم وجود هدف واضح السمات و المعالم في حياة أي شخص ..


يعني :

- شخص فارغ من الداخل .. ليس هناك ما يشغله.

- يترتب على هذا الفراغ الانشغال بالتوافه و مراقبة شؤون الآخرين الخاصة.

- البحث المستميت عن أي شيء يجعله الأفضل بين من لا يدري من هم و لا يدري مالذي يريد إثباته لهم.

- يصبح لدينا شخص غيور .. حاقد .. صعب الإرضاء .. يعشق صناعة المشاكل من اللاسبب.

- تطور حالته النفسية نتيجة ضيق الأفق الفكري لديه إلى الضغط و الكبت و الخوف من امتلاك مشاعر جميلة

و التعبير عنها بجرأة و صراحة.

- لقلة الفرح في حياته يعتقد أنه الأفضل من بين الجميع .. و الأكثر اتزانا و خلقا (غرور).

_________


ذلك لأن الجسد و العقل الواعي فارغين لفراغ مساحة شاسعة من العقل اللاواعي.

إذ ليس هناك ما تم نقله و برمجته و تحويله منذ مدة طويلة سوى معلومات مكررة بشكل لا يصدق

.. ليتم به التفاعل المتزن مع الذات و الحياة و متطلباتها.


ولو قمنا بقياس هذا على 70% من المسلمين .. وهم معنا يشهدون ..

سيدركون سبب تأخرهم في كل أسباب التقدم و الوصول و النجاح.


و سيعرفون ما هو سبب تقدمهم في النزاعات و القتل و سوء السمعة العالمي.

_________


قبل عدة سنوات كنت أقرأ كتابا عن الطب .. يفصل أعضاء و أجهزة الإنسان بطريقة رائعة

النسيج إسلامي بالمناسبة .. لكن أسلوب الكاتب و طريقة عرضه للمعلومات كانت مذهلة.


يصف الدماغ:

لو جمعنا أسلاك آلاف الأجهزة السلكية .. و قمنا بربطها جميعا و تعقيدها ..

دماغ الإنسان أكثر و أشد تعقيدا و ذكاء و قدرة من تلك الكومة المرعبة.

________


هاه

ما رأيك الآن ؟

من الذي يعطل قدراتك الذهنية و يحجزها في زاوية ضيقة

و يجمع تركيزك و إدراكك و أفقك و حتى أخلاقك

في صندوق مربع صغير رثٍ و هزيل ..

من شأنه أن يذوب توا .. في كوب من ماء العلم الواسع و الحقيقة الثابتة؟



 نقلا عن

الراوى: Arrawye

https://plus.google.com/110211887965486234851



Post a Comment

 
Top