الإسلام الوسطى أو الإسلام المعتدل.. هي فكرة أوجدها الإسلاميون المسيسون، الذين ارتأوا بأن أمر الإسلام قد أُفتضح بالكامل.. فكان لابد من تورية مقبولة تسري على عقول البسطاء من الناس..
أما واقع الأمر فالإسلام هو الإسلام، و ليس فيه تشدد أو اعتدال ..و لا تطرف أو وسطية.. لكن الإسلاميون وجدوا ملاذهم التبريري في نصوص القرآن ذاته، فهو حمّال أوجه، ومن هنا تم تفريخ الوسطيون التبريريون، و الذي لا يمكننا وصفهم إلا بالمرقعين..
فالذي يفرق بين المسلم المتشدد والمعتدل، إنما هو واهم و جاهل، لم يقرأ القرآن إلا من ظاهره، في الوقت الذي يتعين قراءته من باطنه و ادراك توابعه و ما يترتب عن فهمه و تطبيقه ..
المسلم عامة عند حملة الفكر الإسلامي هو داع إليه، لكن بطريقتين مختلفة - المكية و المدنية - على النهج المحمدي، و لهذا قسموا انفسهم إلى قسمين أساسين هما :
التأويليون(الوسطيون) على الطريقة المكية
والتلوينيون ( المتشددون) على الطريقة المدنية
فأصحاب التأويل يُأولون بتعويل على ماهو أبيض في نصوص الإسلام حتى المنسوخ و الضعيف منه، وأصحاب التلوين يُلونونه بأسود الإسلام الصريح الصحيح المعلوم بالضرورة .. و غاية التأوليون الاستفادة من كعكة النظام للخدمات التي سيقدمونها للتلوينيون ..و التي يفهمها المتشدد على أنها أعمال تقية في انتظار توفر العدة ورباط الخيل ..
و سيكون الوسطي متأهبا دائما و أول من يناصر المتشدد إن شعر بتوفره على حظوظ النجاح .
وهنا يظهر مكر الدين الاسلامي في إبقاء المجال واسعا أمام اتباعه للمراوغة، عبر سجع كهان بنصوص مطاطية تتسع لكل تفسير و تمييع ..
وفي يقيني أنهم لن ينجحوا في هذه المرة كما سابقاتها، لأن المعركة بين الإسلام ومعارضيه اليوم أصبحت معركة كسر عظم، و اللعب عالمكشوف، ولن تنتهي بغير الانتصار الكامل لفريقٍ على آخر.. باخراج كل مستور و فضح كل مستخبي..
وعلينا أن نلاحظ بأن طرح فكرة الإسلام الوسطى، و الدعوة لتغيير الخطاب الديني اليوم، ماهي الا عملية تلوين باهتة و محاولة يائسة ..بعد إستشعارهم الهزيمة الوشيكة امام أصحاب الفكر التنويري الذي فضح امر الاسلام ..
فالمسلم المتطرف هو الذي يقتل الكافر
و المسلم المعتدل هو الذي يريد من المسلم المتطرف أن يقتل الكافر..
بقلم اﻷخت ليليا شوقي
https://plus.google.com/110604010947901486172
Post a Comment