GuidePedia

0

 

الجميع يعلم أن الرشوة هي السبب والمُسبب في الفساد الأخلاقي و الإداري بالمجتمعات الإسلامية دون استثناء ! ولكن كيف تعلم و ادمن المسلمون الرشاوي و دينهم ينعل الراشي و المرتشي ؟

 

 

..نقرأ في التاريخ عن إسلام شخصيات كانت معروفة بالعداء الشديد لمحمد و دينة، كهند وأبو سفيان و يعلى بن أمية.. بل و إسلام جميع أفراد قبيلة ما، في و قت واحد رغم كفرهم و نفاقهم كالأعراب.. و نسمع من حين لأخر في يومنا هذا، عن إسلام قس يهلل به في كل القنوات (أستس) أو شهادة عالم مشهور عن صدق القرآن دون أن يعتنق الإسلام ( كيت مور) ..نتعجب و لا نفهم السبب الحقيقي وراء ذلك الانخراط المفاجىء أو التنويه دون انخراط ..

 

السر يكمن وراء سهم المؤلفة قلوبهم أو الرشوة المقدسة.

 

{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم }سورة التوبة60

 

 

(تفسير الطبيري :الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ)

إنهم قوم كانوا يُتَألَّفون على الإسلام، ممن لم تصحّ نصرته، استصلاحًا به نفسَه وعشيرتَه، كأبي سفيان بن حرب، وعيينة بن بدر، الأقرع بن حابس ونظرائهم من رؤساء القبائل.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

16851- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا معقل بن عبيد الله قال: سألت الزهري عن قوله: (والمؤلفة قلوبهم)، فقال: من أسلم من يهوديّ أو نصراني. قلت: وإن كان غنيًّا؟ قال: وإن كان غنيًّا.




عند المالكية : هم الذين يتألفهم الإمام على الإسلا

عند الحنفية : هم ثلاثة أقسام : 1قسم كفار كان الرسول يعطيهم ليتألفهم على الإسلام  2 قسم كان يعطيهم ليدفع شرهم  3 قسم أسلموا وفيهم ضعف في الإسلام فكان يتألفهم ليثبتوا 

عند الشافعية : هم السادة المطاعون في قومهم وعشائرهم 

عند الظاهرية : هم قوم لهم قوة لا يوثق بنصيحتهم للمسلمين

عند الجعفرية* : هم الذين يستمالون إلى الجهاد بالإسهام في الصدقة وإن كانوا كفارا 

عند الإباضية : هم من أسر الشرك  أسلم إسلاما متزلزلا ضعيفا،أو كان مشركا رجي إسلامه أو مال للإسلام.

 

 

وإن عدد المؤلفة قلوبهم في عهد رسول الله كان أحدا وثلاثين من سادات العرب .

 

 

ثم اختلف الفقهاء كعادتهم فيما كانت الآية منسوخة أو سارية المفعول؟

و هل تعطى اليوم أحدا للتألف على الإسلام من الصدقة؟؟

 

 

ذهب أحمد  وأصحابه إلى أن حكم المؤلفة باق لم يلحقه نسخ ولا تبديل . وبهذا قال الزهري وأبو جعفر الباقر (انظر تفسير الطبري: 14/314 – 316، والمغنى: 2/666). وهو مذهب الجعفرية والزيدية أيضًا (انظر البحر: 2/179، 180، وشرح الأزهار: 1/513، وفقه الإمام جعفر: 2/90).

قال يونس: سألت الزهري عنهم فقال: لا أعلم نسخًا في ذلك .

 

 

وذهب بعضهم أنه لما تولى أبو بكر عنه الخلافة، وفشا الإسلام، وكثر المسلمون، منع إعطاء

المؤلفة قلوبهم وقال : انقطعت الرشا .

(تفسير التفسير الكبير – للإمام الطبراني)

 

 

لما توُفِّيَ الرسولُ جاءَ المؤلَّفة قلوبُهم إلى أبي بكرٍ وطلَبُوا منه سَهمَهم، فأمَرَهم أن يكتبُوا كِتَاباً، فجَاؤُا بالكتاب إلى عنه ليشهدَ، فقال عمر: إيْشُ هَذَا؟ قَالُوا: سَهْمُنَا، فَقَالَ عُمَرُ: { َمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ }  إنَّ الإسْلاَمَ أجَلُّ أنْ يُرْشى عَلَيْهِ. ثم أخذَ عمرُ كتابَهم ومَزَّقَهُ وقالَ: إنَّمَا كَانَ النَّبِيُّ يُعطيكُمْ يَتَأَلَّفُكُمْ عَلَى الإِسْلاَمِ، فَالْيَوْمَ فَقَدْ أعَزَّ اللهُ الإسْلاَمَ، فَإنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإسْلاَمِ وَإلاَّ فَبَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ السَّيْفُ.

 

أنقطعت الرشا!  أجل ان يرشى!

 

لسان العرب – لابن المنظور الإفريق

الرَّشْوُ: فِعْلُ الرَّشْوَةِ، يقال: رَشَوْتُه..

ورَشاه يَرْشُوه رَشْواً: أَعطاه الرَّشْوَة.

وقد رَشا رَشْوَةَ وارْتَشى منه رَشْوةً إذا أَخذَها

 

 

..تأليف قلوب صناديد قريش هو موقف سياسي بحت، فمحمد ( الزعيم السياسي ) يعرف جيدا موقع و وزن المؤلفة قلوبهم (السادة ) لدى قبائلهم، وبالتالي فاستمالتهم وجذبهم إليه كان سيرجح الكفة و ميزان القوة لصالحه. والدليل على ذلك أن عمر قام بتعطيل هذا التشريع، عندما تقوت شوكة المسلمين و لم يعد الإسلام بحاجة اليهم . رغم أن هذا الموقف الذي اتخذه عمر كما غيره من المواقف، ينال من ألوهية النص القرآني وشعار صلاحيته  لكل زمان ومكان !

 

 

لكن المنطقي في الأمر، أن عمر كان يعلم بانه مجرد نص  بشري سياسي، تتحكم فيه الظروف الموضوعية وتصنعه موازين القوى . و موقفه هذا لم يخرج عن نفس الإطار العام بشراء إيمان و ذمم  البشر بالمال ..و منعه إياه  يرجع لحال الإسلام فى عهده، حيث لم يعد بحاجة للإنفاق على هذا السهم .فلو كان نفس الظرف حاضراً بعهده  مثلما كان أيام محمد فما كان ليمانع حينها..

 

 

 

و الحقيقة ان هناك طقوس تعبدية أخري في الإسلام ،تصرخ بإنتهازيتها ونفعيتها،و تجعل الله يتقبل هكذا نذور وقرابين وتضعه في موقع المرتشي!

 

  و هنا تجدر الاشارة الى مناسك الحج، التي ينفق فيها المسلم اموالا طائلة قد يكون بحاجة اليها اكثر من الله، لكن لا يتردد في إنفاقها ليمسح هذا الإله  ذنوبه و يرجع إلى دياره كما ولدته أمه، مغسولا من الآثام والخطايا التي ارتكبها طوال حياته ..

 

 

إذن لما لوم الموظفين و المسؤولين و الشيوخ... حين يتعاطون بالرشوة ؟

فهذه سنّة نبوية من الله.

 



بقلم اﻷخت ليليا شوقي

https://plus.google.com/110604010947901486172


Post a Comment

 
Top